الصين تمول سد التبت العملاق بـ167 مليار دولار رغم المخاطر
لقد أثبت التحفيز الإقتصادي الهائل وتعزيز الطاقة النظيفة من خلال سد عملاق بقيمة 1.2 تريليون يوان (167 مليار دولار) في التبت أنه جذاب بما يكفي لقادة الصين لتجاهل المخاوف بشأن الأضرار المحتملة للتنوع البيولوجي وتأثيرها على العلاقات مع الهند. وأطلق رئيس مجلس الدولة الصيني، لي تشيانغ، يوم السبت الماضي، مشروع بناء محطة الطاقة الكهرومائية، التي تبلغ مساحتها ثلاثة أضعاف سد الخوانق الثلاثة، على المجاري السفلية لنهر يارلونغ تسانغبو. كما كشف النقاب عن مجموعة ياجيانغ الصينية، وهي شركة جديدة ستدير تطوير السد، وفقا لوكالة أنباء شينخوا الرسمية. وفي حين لا يزال الكثير غير معروف عن المشروع، فإن تكلفته وحدها تظهر الحجم الهائل الذي يتصوره المهندسون، حيث أن التقديرات أكبر بأربع مرات من 37 مليار دولار التي تكلفها سد الخوانق الثلاثة عند إكتماله في عام 2009. وهذا يبشر بدفعة إقتصادية لقطاعات مثل البناء والأسمنت والصلب، ومصدر جديد رئيسي للطاقة النظيفة يمكن أن يساعد البلاد في نهاية المطاف على تحقيق هدفها المتمثل في إنبعاثات صفرية صافية بحلول عام 2060. وإرتفعت أسهم كل من شركة باور كونستركشن كورب الصينية وشركة تشاينا إنرجي إنجينيرينغ كورب (China Energy Engineering Corp) بالحد الأقصى اليومي المسموح به وهو 10% في شنغهاي، بينما قفزت أسهم شركة تشاينا إنرجي إنجينيرينغ في هونغ كونغ بنسبة وصلت إلى 51%. وتضاعفت أسهم شركة هواكسين للأسمنت في هونغ كونغ قبل أن تتخلى عن بعض مكاسبها، بينما إرتفعت أسهم شركة آنهوي كونش للأسمنت بنسبة وصلت إلى 7.6% في هونغ كونغ. كما إرتفعت أسعار خام الحديد، والعقود الآجلة للسلع الصينية لحديد التسليح واللفائف المدرفلة على الساخن. وينطوي المشروع على مخاطر أيضا، فقد يصبح السد مصدرا للتوتر بين الصين والهند، إذ يمر نهر يارلونغ تسانغبو عبر ولاية أروناتشال براديش شمال شرق الهند، ويصب في نهر براهمابوترا، الذي يتدفق بدوره إلى بنغلاديش. وقال وزير الشؤون الخارجية الهندي في مارس الماضي أن الهند "سجلت رسميا قلقها تجاه الصين" في ديسمبر الماضي، مضيفا أن المشروع إحتل مكانة بارزة في المناقشات بين البلدين في يناير. ويأتي وضع حجر الأساس، يوم السبت الماضي، في وقت معقد تشهده العلاقات بين أكبر دولتين في العالم. فقد إستقرت العلاقات الثنائية إلى حد ما بعد جمود دام أربع سنوات بسبب إشتباك حدودي في يونيو 2020، أودى بحياة نحو 20 هنديا وأربعة صينيين على الأقل. وعينت بكين سفيرا جديدا لها في الهند عام 2024، وفي وقت سابق من هذا العام، إتفقت الدولتان على استئناف الرحلات الجوية المباشرة وتسهيل إجراءات الحصول على التأشيرات.