تلوث الهواء قد يضر ببصر الأطفال
أكدت مجموعة من الباحثين أن تلوث الهواء قد يضر ببصر الأطفال، ويصيبهم بقصر النظر، بينما يساعد الهواء النظيف على حماية نظرهم. وبحسب صحيفة الإندبندنت البريطانية، فقد تم ربط الإنبعاثات الضارة، مثل ثاني أكسيد النيتروجين في عدة دراسات سابقة بالوفاة المبكرة والربو لدى الأطفال. لكن الدراسة الجديدة توصلت إلى أن الملوثات المرتبطة بحركة المرور - وتحديدا ثاني أكسيد النيتروجين والجسيمات الدقيقة (PM2.5) - يرتبط أيضا بمدى قدرة الأطفال على الرؤية بدون نظارات. وتشير الدراسة التي أجراها باحثون في جامعة برمنغهام إلى أن تقليل التعرض للتلوث قد يساعد في إبطاء تطور قصر النظر، وهو الحالة التي تبدو فيها الأشياء البعيدة ضبابية. وحللت الدراسة بيانات 30 ألف طفل في سن المدرسة للنظر في كيفية تأثير العوامل البيئية والوراثية ونمط الحياة على تطور بصرهم. وكشفت البيانات أن الأطفال الذين يعيشون في مناطق ذات هواء أنظف يتمتعون برؤية أفضل. كما وجدت الدراسة أن الأطفال في المرحلة الابتدائية (من سن 6 سنوات حتى 12 سنة تقريبا) كانوا أكثر حساسية لمستويات التلوث. ويشير ذلك إلى أن التدخل المبكر قبل تفاقم مشاكل الرؤية يمكن أن يحدث فرقا. وإقترح الباحثون تركيب أجهزة لتنقية الهواء في الفصول الدراسية. وقال الدكتور يوتشينغ داي، الأستاذ في جامعة برمنغهام، الذي شارك في تأليف الدراسة: يشهد قصر النظر تزايدا عالميا، وقد يؤدي إلى مشاكل خطيرة في العين في مراحل لاحقة من الحياة. وبينما لا يمكننا تغيير جينات الطفل، يمكننا تحسين بيئته. إذا تحركنا مبكرا - قبل أن يبدأ قصر النظر الشديد - يمكننا إحداث فرق حقيقي. من جهته، قال البروفسور زونغبو شي، من جامعة برمنغهام، الذي شارك أيضا في الدراسة: في حين أن العوامل الوراثية ووقت إستخدام الشاشات معروفان منذ زمن طويل بأنهما من العوامل المساهمة في قصر النظر لدى الأطفال، فإن هذه الدراسة تعد من أولى الدراسات التي تصنف تلوث الهواء كعامل خطر ذي دلالة وقابل للتعديل لقصر النظر. ويقول الباحثون أن هذه العلاقة قد ترجع لتسبب تلوث الهواء في التهاب وإجهاد في العينين، كما يمكنه أن يقلل من التعرض لأشعة الشمس، وهو أمر مهم للنمو السليم للعين. كما لفتوا إلى أن التلوث يحفز تغيرات كيميائية بالعين تسبب قصر النظر.