دراسة للجامعة الأمريكية بالقاهرة: تغير المناخ مرتبط بإرتفاع معدلات الإصابة بالسرطان بين النساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
الخميس 29 مايو 2025
دراسة للجامعة الأمريكية بالقاهرة: تغير المناخ مرتبط بإرتفاع معدلات الإصابة بالسرطان بين النساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
كشفت دراسة رائدة أعدتها الجامعة الأمريكية بالقاهرة عن وجود علاقة قوية بين إرتفاع درجات الحرارة وزيادة معدلات الإصابة والوفيات بالسرطان بين النساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهي منطقة تعد من بين الأكثر عرضة للمخاطر المناخية عالميا. وقد نشرت الدراسة بتاريخ 27 مايو في مجلة، Frontiers in Public Health، وإعتمدت على تحليل بيانات صحية ومناخية من 17 دولة في المنطقة خلال الفترة من 1998 إلى 2019. وأظهرت النتائج أنه مقابل كل إرتفاع بمقدار 1 درجة مئوية في متوسط درجة الحرارة، تحدث زيادة تتراوح بين 173 إلى 280 حالة إصابة بالسرطان، و171 إلى 332 حالة وفاة مرتبطة بالسرطان لكل 100,000 امرأة. وقالت وفاء أبو الخير مطرية، الباحثة الرئيسية وزميلة ما بعد الدكتوراه في معهد الصحة العالمية وبيئة الإنسان بالجامعة الأمريكية بالقاهرة: "وجدنا أنه كلما إرتفعت درجات الحرارة، إرتفعت معدلات الوفيات بالسرطان بين النساء، لا سيما في حالات سرطان المبيض والثدي". وأوضحت أن الزيادة الظاهرية البسيطة في كل درجة مئوية لها أثر تراكمي كبير على الصحة العامة. ورغم أن الدراسة لا تثبت علاقة سببية مباشرة، فإن الأنماط التي تم رصدها تشير إلى أن تغير المناخ قد يسهم في تفاقم العوامل المعروفة والمحتملة المسببة للسرطان، مثل التعرض للملوثات الهوائية المسرطنة، والإضطرابات الهرمونية الناتجة عن الإجهاد الحراري، والإشعاع فوق البنفسجي، وتثبيط جهاز المناعة. وصرحت أبو الخير لموقع، SciDev.net، أن درجات الحرارة المرتفعة قد تزيد من التعرض للمواد الكيميائية التي تخل بالتوازن الهرموني والملوثات المحمولة جوا، وهي جميعها عوامل مرتبطة بتطور السرطان، كما أن الحرارة ذاتها قد تؤثر على إستقرار الخلايا، خصوصا في أنسجة مثل الثدي، مما يزيد من قابليتها للتغيرات السرطانية. وإعتمدت الدراسة على نماذج إنحدار خطي متعددة، وقامت بتعديل النتائج بناء على نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، لأخذ الفروق الإجتماعية والإقتصادية بين الدول في الإعتبار. ووصف الباحثون الدراسة بأنها إستكشافية، وأكدوا الحاجة إلى أبحاث أكثر تفصيلا وطويلة المدى. وقد تم رصد إرتباطات واضحة بين إرتفاع درجات الحرارة وزيادة معدلات السرطان لدى النساء في ست دول من أصل 17 دولة شملتها الدراسة، وهي: قطر، والبحرين، والسعودية، والإمارات، والأردن، وسوريا. وأشارت أبو الخير إلى أن "الحرارة الشديدة في دول الخليج قد تكون المحرك الرئيسي لهذه العلاقة، بينما قد تسهم عوامل أخرى، مثل الضغوط المناخية وضعف البنية التحتية الصحية، في الأردن وسوريا." وقد سجلت قطر أعلى زيادة في حالات سرطان الثدي، بواقع 560 حالة إضافية لكل 100,000 امرأة لكل زيادة بدرجة مئوية واحدة، تلتها البحرين بـ330 حالة. كما إرتبطت أعلى زيادة في الوفيات بسرطان المبيض، في حين كان سرطان عنق الرحم الأقل تأثرا. وتبرز الفروقات بين الدول الأثر المركب لعوامل متعددة مثل مستويات التلوث، وجودة الرعاية الصحية، وبرامج الفحص الوطني، ومستوى الوعي العام بالصحة. وقالت أبو الخير: "حتى في المناطق التي تتحسن فيها جهود الكشف المبكر، فإن إرتفاع الوفيات يشير إلى أن التعرض البيئي قد يثقل العبء الصحي بشكل متزايد." ودعت مؤلفة الدراسة حكومات المنطقة إلى دمج إجراءات التكيف المناخي ضمن إستراتيجيات مكافحة السرطان، مع توصيات رئيسية تشمل توسيع نطاق الفحص للسكان المعرضين للخطر، وتحسين البنية التحتية الصحية، ورفع الوعي العام بمخاطر البيئة على الصحة. وأكدت أن "الوقاية من السرطان والتكيف مع تغير المناخ يجب أن يسيرا جنبا إلى جنب - لا سيما لحماية النساء الأكثر عرضة للخطر." وشددت على أهمية بناء أنظمة صحية ذكية مناخيا، قادرة على إستباق هذه التحديات الناشئة والتعامل معها بفعالية. وخلصت إلى القول: "نتائجنا لا تعني أن الحرارة وحدها تسبب السرطان، لكن تكرار هذا النمط عبر بلدان وأنواع مختلفة من السرطان يثير القلق بشدة. وإذا لم تتخذ إجراءات عاجلة، فسيستمر العبء السرطاني المرتبط بتغير المناخ في الإزدياد، وسيقع تأثيره الأكبر على النساء المهمشات في المنطقة".