الإتحاد الأوروبي يسعى لتسعير الكربون العالمي قبل فرض ضريبة 2026
يبذل الإتحاد الأوروبي جهودا جديدة لتسعير الكربون عالميا بعد العمل مع سلسلة من البلدان لإنشاء مخططات لتجارة الإنبعاثات، قبل فرض ضريبة الحدود المثيرة للجدل على الكربون إعتبارا من العام الجديد. وتعاون فريق العمل الدولي لتسعير الكربون التابع للمفوضية الأوروبية مع أكثر من 40 دولة في العام الماضي، ويشجع أكبر الملوثين الذين لديهم أسواق كربون ناشئة، مثل الصين والهند، على جعلها أكثر فعالية. وسنت ثلاث دول على الأقل تشريعات لإنشاء نظام لتداول الإنبعاثات (ETS) لبيع حصص للملوثين. وأقرت البرازيل وتركيا قوانين لأسواق الكربون خلال العام الماضي، بينما إنتقلت اليابان من نظام طوعي إلى نظام إلزامي. وفي مارس، وسعت الصين نطاق نظامها لتداول الإنبعاثات ليشمل شركات في قطاعات تشمل الألومنيوم والصلب والأسمنت، وجميعها مشمولة بآلية الإتحاد الأوروبي لتعديل حدود الكربون (CBAM) كما تعمل على تطوير إطار محاسبة الكربون بأكثر من 50 معيارا محددا، ومن المتوقع وضعه بحلول نهاية عام 2025. ويقول مسؤولون من الإتحاد الأوروبي أنهم يأملون أيضا في حدوث تطورات إيجابية في المكسيك، قبل قمة المناخ COP30 التي تستضيفها الأمم المتحدة في نوفمبر. ويغطي تسعير الكربون الآن 28% من الإنبعاثات العالمية، وفقا لتقرير البنك الدولي حول تسعير الكربون لعام 2025. وقد أدخلت ثمانون دولة سوقا للكربون أو نظاما لتداول الإنبعاثات، مقابل عشر دول فقط عام 2005. ومع ذلك، فإن أسعار معظم هذه المخططات أقل بكثير من المستوى الحالي لسوق الإتحاد الأوروبي، البالغ حوالي 76 يورو لطن ثاني أكسيد الكربون. وقد إنخفض سعر الإتحاد الأوروبي هذا العام إلى ما دون أعلى مستوياته السابقة، والتي بلغت قرابة 100 يورو، نتيجة لزيادة إمدادات الطاقة النظيفة وإنخفاض الطلب على طاقة الوقود الأحفوري. وتم إطلاق مخطط التجارة في الإتحاد الأوروبي في عام 2005، ويعمل على مبدأ تحديد سقف للتداول، ويتطلب من الشركات في القطاعات عالية التلوث مثل إنتاج الطاقة والصلب والأسمنت شراء التصاريح. وابتداء من يناير، سيبدأ الإتحاد الأوروبي فرض ضريبة الكربون على السلع المستوردة، بهدف تقليل العوائق التنافسية للمنتجين الأوروبيين. وقال مفوض المناخ بالإتحاد الأوروبي، فوبكي هوكسترا، لصحيفة فاينانشيال تايمز، أن الجمع بين “الإعتراف بنجاح نظام تجارة الإنبعاثات” و”تأثير التنفيذ” لنظام ضريبة الكربون شجع البلدان على إنشاء مخططات تسعير الكربون الخاصة بها. وقال: “تسعير الكربون” أمر يحظى بزخم كبير، إنه أداة دبلوماسية فعالة للغاية. وسينشر الإتحاد الأوروبي، يوم الخميس، ورقة سياسات حول جهوده الدبلوماسية المناخية، إلى جانب تقرير حول عمل فريق عمل تسعير الكربون. وقال هوكسترا: “الصين حريصة على الإطلاع على آلية عمل نظامنا ومقارنة النتائج. ورغم أنني أعتقد أننا كنا ساذجين للغاية في كيفية تعاوننا في مجال المناخ في الماضي، إلا أنني لا أندم على مساعدتهم في التقدم في أسواق الكربون”.