دراسة تكشف عن تلوث مقلق بالجسيمات البلاستيكية الدقيقة في بحيرة البرلس بمصر
الأحد 6 أبريل 2025
دراسة تكشف عن تلوث مقلق بالجسيمات البلاستيكية الدقيقة في بحيرة البرلس بمصر
كشفت دراسة حديثة نشرت في عدد أبريل 2025 من مجلة Scientific Reports عن تلوث مقلق بالجسيمات البلاستيكية الدقيقة في بحيرة البرلس، إحدى أهم المسطحات المائية في مصر من الناحيتين البيئية والإقتصادية. وأظهرت الدراسة، التي قادها فريق من العلماء المصريين، إنتشارا واسعا للتلوث في أنحاء البحيرة، حيث تشكل الجزيئات البلاستيكية الدقيقة تهديدا خطيرا للحياة البحرية وصحة الإنسان. وبينت نتائج التحاليل أن العينات المأخوذة من المياه قرب مصارف الصرف تحتوي في المتوسط على 835 جسيما بلاستيكيا دقيقا لكل متر مكعب، وهو ما يزيد بأكثر من خمسة أضعاف عن التركيز الموجود في المياه المفتوحة بالبحيرة. وقد تم تحديد ثمانية أنواع من البوليمرات البلاستيكية الشائعة في المنتجات الإستهلاكية والصناعية مثل الأكياس والزجاجات وأدوات الصيد. وكان من أبرز مصادر القلق إنتشار الجزيئات الصغيرة بما يكفي ليبتلعها السمك. وقد أظهرت الدراسة أن أسماك البلطي النيلي، وهي مصدر بروتين رئيسي لملايين المصريين، معرضة بشكل كبير لإبتلاع هذه الجسيمات، مما يثير مخاوف تتعلق بسلامة الغذاء وصحة الإنسان، خاصة مع ما أظهرته دراسات سابقة من أن هذه الجزيئات قد تسبب تلفا خلويا وإضطرابات في التكاثر لدى الأسماك. وبإستخدام أدوات متقدمة في الرصد والتتبع، ربط الباحثون مصادر التلوث بمخلفات الزراعة، ومياه الصرف الحضري، والتصريفات الصناعية من المناطق المجاورة. وسجلت المناطق الجنوبية من البحيرة، حيث يتركز الجريان السطحي، أعلى مستويات التلوث. وتعد بحيرة البرلس مسؤولة عن إنتاج نحو 60% من الثروة السمكية في مصر، كما تصنف دوليا كمنطقة رطبة محمية، وتحتضن أكثر من 135 نوعا من النباتات، وتعد موطنا مهما للطيور المهاجرة، مما يجعل تداعيات هذا التلوث بعيدة المدى. وحث مؤلفو الدراسة على إتخاذ إجراءات عاجلة لاحتواء هذه الأزمة المتفاقمة، داعين إلى إصلاح أنظمة جمع ومعالجة النفايات لمنع تسرب البلاستيك إلى البحيرة، وتشديد الرقابة على التلوث الصناعي، وزيادة التوعية العامة للحد من إستخدام البلاستيك. وحذروا من أن إستمرار الوضع دون تدخل سريع وشامل قد يؤدي إلى أضرار بيئية وإقتصادية لا يمكن تداركها.