إرتفاع قياسي لمبيعات سندات الكوارث مع التخلي عن مخاطر المناخ
الأربعاء 16 يوليو 2025
إرتفاع قياسي لمبيعات سندات الكوارث مع التخلي عن مخاطر المناخ
باعت شركات التأمين ما يسمى بسندات الكوارث بمعدلات قياسية في سعيها إلى التخلص من المخاطر المتزايدة الناجمة عن تغير المناخ لصالح المستثمرين الراغبين في الحصول على عوائد مرتفعة. وإرتفعت قيمة إصدارات هذه الأدوات، التي تحمل حاملي السندات جزءا من مخاطر حوادث مثل حرائق الغابات والأعاصير والزلازل، إلى 18.1 مليار دولار أمريكي حتى الآن هذا العام. ويقارن هذا بالرقم القياسي السابق البالغ 17.7 مليار دولار أمريكي لعام 2024 بأكمله، وفقا، لشركة Artemis.bm ، المتخصصة في توفير البيانات. وتأتي هذه المبيعات في الوقت الذي يعاني فيه جزء كبير من العالم من الطقس المتطرف، والذي يقول العلماء أنه أصبح أكثر تواترا وشدة بسبب تغير المناخ. وضربت فيضانات مدمرة ولاية تكساس والصين في الأسبوع الماضي، في حين تعاني أوروبا من موجات حر متتالية أدت إلى إندلاع حرائق غابات وإغلاق الشركات. ومع تزايد شيوع الكوارث، إضطرت شركات التأمين إلى دفع أكثر من 100 مليار دولار من الخسائر الناجمة عن الكوارث الطبيعية كل عام حتى الآن خلال هذا العقد، وهو رقم توقعت شركة سويس ري مؤخرا أنه قد يصل إلى 300 مليار دولار في عام الذروة. وقال، ريتشارد بيناي، الرئيس التنفيذي لشركة أون للأوراق المالية: "ليس أمام شركات التأمين خيار سوى تحديد طرق للتخلص من المخاطر المتزايدة، وهم يفعلون ذلك في سوق سندات الكوارث". كما أن شراء السندات قد يوفر للمستثمرين عوائد أعلى من الإستثمارات التقليدية ذات الدخل الثابت مثل السندات الحكومية. ولقد إرتفع مؤشر سويس ري على مستوى الصناعة للعائدات الإجمالية من سندات الكوارث بنسبة 14% خلال العام الماضي وبأكثر من 50% خلال السنوات الخمس الماضية. وسندات الكوارث هي شكل من أشكال إعادة التأمين، حيث تدفع شركات التأمين للمستثمرين دفعات منتظمة لتغطية بعض مخاطر أحداث مثل الأحوال الجوية المتطرفة. وفي حال وقوع كارثة كهذه، قد يخسر حاملو السندات أموالهم. وتشمل الزيادة في إصدارات 2025 صفقات عامة وخاصة، وشملت حتى الآن سندات بمليارات الدولارات من شركات تأمين أميركية كبيرة مثل ستيت فارم، و"سيتيزنز"، المدعومة من ولاية فلوريدا، والتي تعرضت لضغوط بسبب سلسلة من الأعاصير وحرائق الغابات. وقال فرانسوا ديفيت، رئيس قسم الحلول البديلة في وحدة البدائل بشركة أكسا لإدارة الإستثمار، أن "المخاطر التي تتحملها شركات التأمين تتزايد بإستمرار في حالة بعض المخاطر، وهو ما يدفعها حتما إلى التنازل عن المزيد والمزيد من المخاطر". وأضاف أن سندات الكوارث صدرت الآن لتغطية الزلازل في الهند والفيضانات في المملكة المتحدة. وبالنسبة للمستثمرين، ترتبط العائدات بشكل أقل بالسوق المالية الأوسع نطاقا مقارنة بالسندات ذات العائد المرتفع الأخرى. وقال، تانجوي توفوت، الرئيس التنفيذي لشركة ديكارت أندر رايتنج لتكنولوجيا التأمين، أن زيادة الإصدار تلبي رغبة مديري الأصول "في إيجاد طريقة لتنويع" إستثماراتهم في وقت التقلبات في السوق. وأضاف أن العائدات كانت قوية جزئيا لأن الكوارث مثل الأعاصير هيلين وميلتون في عام 2024 تسببت في خسائر ضئيلة أو معدومة لحاملي سندات الكوارث. وبدلا من ذلك، فمن المرجح أن يخسر المستثمرون أموالهم فقط بسبب "أحداث أكثر تطرفا"، مثل إعصار كاترينا في عام 2005 أو زلزال كبير في الولايات المتحدة.